مكتبة حمورابي الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المشروع الأمريكي – المقاومة العراقية (دراسة مقارنة ومتطلبات المرحلة)

اذهب الى الأسفل

المشروع الأمريكي – المقاومة العراقية (دراسة مقارنة ومتطلبات المرحلة) Empty المشروع الأمريكي – المقاومة العراقية (دراسة مقارنة ومتطلبات المرحلة)

مُساهمة  Admin الأحد يوليو 19, 2009 4:03 pm

المشروع الأمريكي – المقاومة العراقية (دراسة مقارنة ومتطلبات المرحلة)


المقدمة
1- تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى بلورة مشروع سياسي جديد تفتتح به الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة اوباما عهدها , وسمي هذا العهد بعهد التغيير الذي سيطال كافة مرافق السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية , ونحن في معرض حديثنا عن الشأن العراقي يهمنا تغيير السياسة الأمريكية تجاه العراق , تشير كافة التحليلات والاستنتاجات بأن هناك تغيير في الساحة السياسية العراقية وهو نابع من شعار التغير الذي رفعه اوباما في حملته الانتخابية الذي سيلقي بظلاله على العملية السياسية في العراق ( التغيير من وجهة نظر الإدارة الأمريكية وليس من وجهة نظر الشعب العراقي ومقاومته الوطنية ) أن غاية المشروع الأمريكي السياسي الجديد في العراق يتمحور في إضفاء الشرعية الناقصة لقرارات حكومة الاحتلال ( وهي عملية جراحية تجميلية لاتغير من الواقع الحالي شيء ) .
تصنيف عمليات المقاومة الوطنية
2- من المعروف أن المقاومة الوطنية انطلقت للعمل بعد احتلال بغداد يوم 9/4/2003 بمدة اقل من أسبوع وتسمى هذه المرحلة بالفعل ورد الفعل ( مقاومة عفوية ) و مرورا بالمرحلة الثانية بظهور تنظيمات مقاومة رئيسية وثانوية ( وهي تعتبر منظمة إلى حد ما وذلك بسبب وجود قيادات لها ) وتوصف هذه الفترة بالفترة الذهبية للمقاومة العراقية التي يمكن حصر زمنها ما بين نهاية 2003 حتى 22/2/2006 والسبب في ذلك يعود إلى :-
‌أ- وجود قيادات عسكرية من الجيش العراقي ساهمت بالتخطيط لأغلب العمليات العسكرية مع تأثيرها في البناء العسكري للمقاومة العراقية .
‌ب- الأيمان المطلق بالقضية العراقية ووجوب مقاتلة المحتل .
‌ج- استثمار العامل الديني في دعم وقيادة المقاومة الوطنية من خلال وجود هيئات شرعية ساعدت على التثقيف وإنماء الفكرة الجهادية ضد المحتل .
‌د- تعاطف البيئة الاجتماعية التي كانت سبباً رئيسياً في دعم المقاومة بالعدد والعدة وتهيئة البيئة المناسبة لعملها .
‌ه- الارتباك الذي أصاب المشروع الأمريكي بعد الاحتلال هو لعدم امتلاك أدوات المشروع الأمريكي (السياسيين الذين جاؤوا على ظهر الدبابات الأمريكية ) قاعدة جماهيرية مما شكل فراغاً سياسياً وميدانياً ساعد المقاومة الوطنية على الانبثاق والظهور لملئ هذا الفراغ .
3- يمكن تصنيف شدة العمليات العسكرية للمقاومة الوطنية على الوجه التالي :-
‌أ- عمليات عسكرية منخفضة الشدة .
‌ب- عمليات عسكرية متوسطة الشدة .
‌ج- عمليات عسكرية شديدة ( وهي الذروة ) .
4- من خلال استعراض الرسم البياني للعمليات العسكرية للمقاومة الوطنية للفترة من نيسان 2003 وحتى 22/2/2006 نلاحظ وبشكل جلي أن مراحل تطور المقاومة أربك المشروع الأمريكي في العراق . ويمكن توضيح ذلك من خلال هذا الرسم البياني


5- وبشكل موجز عن العمليات العسكرية للمقاومة الوطنية من 2003 إلى 22/2/0/2006 نلاحظ إن العمليات العسكرية خلال 2003 كانت منخفضة الشدة بسبب إن المقاومة وليدة العهد وهذه الدرجة من التصنيف تتناسب مع مراحل نشوئها وتطورها , وخاصة هي ما زالت في المرحلة الأولى من عمرها , ولكن نلاحظ فيما بعد إن العمليات العسكرية للمقاومة قد ارتفعت من منخفضة الشدة إلى متوسطة الشدة وهي بذلك كانت إيذانا بانطلاق المقاومة من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة تميزت بظهور تنظيمات مقاومة رئيسية وثانوية ( تنظيمات منظمة لها قيادات واضحة ) . وفي هذه المرحلة تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال وبلغت فيها إلى ذروتين , الأولى كانت مع منتصف عام 2004 تحديداً بعد معركة الفلوجة الأولى في شهر نيسان من العام المذكور , والذروة الثانية مع معركة الفلوجة الثانية في شهر كانون الأول 2004 , وأعقب احتلال الفلوجة انخفاض في مستوى الشدة ما لبث أن انخفض التصنيف من شديد إلى متوسط حتى الربع الأول من عام 2005, وبعده نرى ارتفاع مؤشر التنصيف للعمليات إلى ذروته النهائية في الربع الثاني من عام 2005 وحتى شباط 2006 (حيث كان معدل العمليات العسكرية للمقاومة الوطنية ضد قوات الاحتلال يتراوح بين 250 – 300 عملية يومياً ) والذي كان باكورة العمليات العسكرية للمقاومة التي أربكت المشروع الأمريكي حيث بلغت خسائر قوات الاحتلال ذروتها الكبرى مما اجبرها على فتح قنوات اتصال مع فصائل المقاومة العراقية.
الاتصالات الأمريكية مع فصائل المقاومة العراقية
6- لما مر أعلاه ونتيجة للخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات الأمريكية وعدم قدرة حكومة الاحتلال من فعل مؤثر على الساحة العراقية اضطرت الإدارة الأمريكية من الدخول في مفاوضات مباشرة مع فصائل المقاومة العراقية والتي تمحورت بما يلي :-
‌أ- وجهة نظر المقاومة العراقية : طرحت فصائل المقاومة العراقية المتطلبات الإستراتيجية التالية :-
1) إيقاف العمليات العسكرية للجيش الأمريكي داخل العراق خلال فترة الهدنة التي تم الاتفاق عليها اعتباراً من الساعة 06.00 يوم الاثنين 6/2/2006 .
2) المباشرة بإطلاق صراح وجبة كبيرة من الأسرى خلال هذه الفترة يتم الاتفاق على تفاصيلها وأعدادها.
3) إيقاف عمليات الدهم والاعتقالات التي تقوم بها أجهزة الحكومة الحالية خلال فترة الهدنة .
4) إطلاق سراح أسماء من الأسرى بطلب من أطراف المقاومة .
5) تحتفظ المقاومة العراقية بسلاحها ورجالها كخيار إستراتيجي حتى رحيل أخر جندي لقوات الاحتلال .
6) استمرار اللقاءات بين الجانب الأمريكي وممثلين فنيين وسياسيين من المقاومة خلال هذه الفترة بشأن الإجراءات التي تحد من أي خروقات تؤثر على الهدنة والدخول بحوارات سياسية للتوصل إلى اتفاقات بشأن مستقبل العراق وإنهاء الاحتلال .
7) إعادة الجيش العراقي السابق للعمل في المؤسسة العسكرية وبناء جيش قادر على الدفاع عن العراق .
Cool التشاور والتنسيق المشترك حول تعيين وزيرا الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى .
9) حل الميليشيات المسلحة .
10) أن يكون للمقاومة دوراً رئيسياً في القيادة السياسية للدولة .
‌ب- وجهة نظر الأمريكية : وضح السفير الأمريكي ( زلماي خليل زاد ) بأن الإدارة الأمريكية لديها ثلاث خطوط حمراء لايمكن تجاوزها وهي :-
1) عدم السماح للقاعدة بحكم العراق .
2) عدم السماح لإيران بحكم العراق .
3) عدم السماح بعودة صدام حسين للحكم .
7- خلصت الإدارة الأمريكية إلى نتيجة مفادها إن طلبات المقاومة العراقية أذا نفذت فهي ستكون في وضع كمن يعلن هزيمته وبالتالي فشل المشروع الأمريكي في العراق والمنطقة مما تطلب منها أن تُحدث فعل مدوي في الساحة العراقية لكي تمزق المقاومة وجعلها تُحارب من الداخل بأدوات عراقية وبأجندة أجنبية, ويبدو أن الإدارة الأمريكية قامت بتقييم فصائل المقاومة ووجدت نفسها غير قادرة على المجابهة وأن أفضل حل لها هو اللجوء إلى الخيار الأخر وهو الاقتتال الطائفي , وقامت هي وأطراف تدعمها بتفجيرات سامراء مما أدى إلى إخلال بالعمل المقاوم بزج عوامل داخلية للتأثير عليه ( إطلاق يد الميليشيات لضرب المقاومة الوطنية تحت ستار الطائفية ) وتحديد عملها وتحويلها من القوة المجابهة للاحتلال إلى قوة تدافع عن وجودها في بيئتها الاجتماعية .
8- إن تاريخ 22/2/2006 كان البداية لانخفاض مؤشر العمليات العسكرية للمقاومة وهبوطها من التصنيف الشديد إلى التصنيف المنخفض وهذه كانت المرحلة الأولى من المشروع الأمريكي المضاد للمقاومة, أما المرحلة الثانية فكانت عبارة عن إطلاق مشروع الصحوات وهذا المشروع هو الأخطر ضد المقاومة العراقية كون المشروع الأول لم يتمكن من الدخول إلى البيئة الاجتماعية للمقاومة لكنه حدد عملها, أما مشروع الصحوات فأنه هاجم بيئة المقاومة الوطنية ومزقها من الداخل وبذلك افقد المقاومة أهم ميزة من ميزات الدعم .
9- المرحلة الثالثة من عمر المقاومة الوطنية
كان المفروض في هذه المرحلة أن تقوم المقاومة الوطنية بالحصول على حقوقها المشروعة في استقلال العراق , ونظراً للمتغيرات الداخلية والخارجية التي أثرت على عمل المقاومة انعكس ذلك على أدائها وفعلها المؤثر في الميدان وبذلك تحدد خيارها المرحلي بالدفاع والمحافظة على نفسها دون أن تهمل خيارها الاستراتيجي لتحرير العراق , وهذا الأمر ساعد قوات الاحتلال في تقليل خسائره وتحييد المقاومة , وبالتالي حرم المقاومة الوطنية من الحصول على مكاسبها السياسية وعودتها من الناحية الواقعية والميدانية إلى المرحلة الأولى من عمرها أي إلى مرحلة الفعل ورد الفعل لكن بصورة أكثر تنظيماً والرسم البياني التالي يوضح ذلك

10- القدرات الأمنية الحكومية
بمقارنة بسيطة لنمو القدرات الأمنية الحكومية نلاحظ أنها كانت تسير بخطى بطيئة للأعوام 2003-2004-2005 -الربع الأول من 2006 , وهو موازي تقريباً لمراحل نشوء وتطور المقاومة العراقية مع فارق أن الدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لبناء هذه القدرات كان هائلاً واستغلت حكومة الاحتلال هذا الدعم بأفضل وجه لزيادة عديد القوات الأمنية مع الاستفادة من المد الطائفي باستقطاب أعداد كبيرة لبناء هذه القوات لمواجهة المقاومة الوطنية استثماراً لموضوع تفجيرات سامراء الذي ساعد على تطوع أعداد كبيرة في صفوف قوات ( الدفاع – الداخلية – وغيرها من الميليشيات ) ومن خلال تدقيق المسار البياني التالي يمكن معرفة مراحل بناء القوات الأمنية الحكومية


الوصف العام لمراحل المقاومة الوطنية
11- لكي تكتمل الصورة لابد من توضيح المراحل على شكل مخطط , وبذلك يتم التعرف على هذه المراحل وتشخيص الأخطاء ووضع المعالجات بعد تحديد وضع المقاومة الحالي ضمن التصنيف وفق المراحل التالية:

12- بعد التجربة المريرة التي مرت بها المقاومة الوطنية نتيجة المتغيرات والمناخات الداخلية والمؤثرات الخارجية نعتقد أن المقاومة الوطنية أعيدت إلى المرحلة الأولى بعد أن كانت قاب قوسين من إنهاء المرحلة الثالثة , إلا أن ذلك لا يعني أن المقاومة قد انتهت ولكن يمكن القول أنها في مرحلة إعادة التنظيم ( وهذه حالة مفيدة حيث رشحت المقاومة كل شوائبها وبقي معدنها الأصيل ), ولهذا تتطلب المرحلة المقبلة وضع إستراتيجية مقاومة تساعد على إعادة عملها وفق المراحل أعلاه لغرض الوصول إلى نتائجها والحصول على الحقوق المشروعة .

Admin
Admin

عدد المساهمات : 16
نقاط : 29
تاريخ التسجيل : 15/07/2009

http://hammurabi.banouta.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى